إستقلال المرأة اقتصادياً
كتب قبل 85 سنة
ورد فى (مجلة الإثنين) في عددها 50 – 27 مايو 1935
" إستقلال المرأة اقتصادياً "
سنةٌ تتكرر دون أن تتغير – فخُطا الإفساد تبدأ بإفقار الشعوب وهدر أعمارها فى الجري خلف لقمة العيش ، ثم تتلوها خطوة فتح المجالات لعمل المرأة ، يتزامن مع ذلك تضييق فرص العمل للرجال ، ثم ينبرى الإعلام بهمزه ونفخه ونفثه ليغالط الحقيقة ، ويوهم المرأة بأن بينها وبين الرجل صراعاً أزلياً ، وأنَ علاقتها به علاقة تمرد وهيمنة ، وليست علاقة مودة ورحمة ، ومع طول العهد ينتقل ذاك الصراع الوهمى الذى لا وجود له إلى صراع حقيقي بداخل قلب المرأة وعقلها فقط ، لتعيش صراعاً بين وهم الإعلام وحقيقة الاحتياج الفطرى والعوذ الأنثوي لرجل تتفيأ ظلاله ، وتأوى إلى ركنه ، وتتمنى العيشة الكريمة تحت كنفه ، فتبدأ المرأة بالاستقلال الاقتصادى عن زوجها أو وليها بحجة تأمين المستقبل وعدم الافتقار لأى مخلوق وأنَ هذا يمرغ كرامتها فى التراب ، ومن هنا يزاحم مال المرأة قوامة الرجل ، ويبدأ راتبها باقتحام ميزانية الأسرة اقتحاماً يؤذي قوامة الرجل شاء أم أبى ، إلا ما ندر ، ومتى علت يد المرأة يد الرجل دبَ التفريط حينئذ وضعفت الغيرة وتآكل الإنكار .
وهذه أنموذج من ألوف النماذج الإبليسية للتفريق بين المرء وزوجه .
- مجلة الإثنين في عددها 50 – 27 مايو 1935